ads

يا صاحبي لا تسلْ

يا صاحبي لا تسلْ
ما الحالُ؟
كيف أنا؟
باللهِ ما حالُهُ من فارقَ الوطنا !

مَيْتٌ ككُلِّ الذي يمشي على قَدمٍ
لا حيَّ من وطني إلا الذي دُفِنا !

من فارقوا الدُّورَ
والأوطانَ
وارتَحلوا
موتى ... ولكنهم لم يلبسوا الكَفنا

فارقتُهُ كذِبًا
ما زلتُ في وطني
كلي هناكَ وما إلا الرمادُ هنا !

أمشي ...
ويُتعبني صوتُ النعالِ هنا
والأرضُ تدفعني
كي لا أكونَ هنا

- من أنتَ؟!
-  قلتُ: أنا ........
من ثمَّ ألجَمَني قهري بأني هنا .. طيفٌ .. ولستُ أنا !

- من أنتَ؟ ... أهلُكَ من؟!
ما بالُ ذاكرتي!
لم تلقَ وصفًا من القاموسِ يجمعُنا !!

 أمشي إلى الضوءِ
قد طالَ المسيرُ لهُ
لما دنوتُ
وإذْ ..
مني الظلامُ دَنا !

سكنتُ جُرحيَ مُذ فارقتُ مَسكنَنا
لم يفتحِ البابَ إلا الجرحُ لي سَكنا

من كنتُ أحسبُهم أوطانَنا كذَبوا
وكشَّروا اليومَ عنْ أنيابِهِم عَلَنا

ما قدَّموا الزادَ حُبًّا لا ..
ولا كَرمًا
بل سمَّموا الزادَ حتى قدَّموهُ لنا

في العينِ مرسًى لكم
يا عابرينَ دمي
يكفيكُمُو سفرًا
أتعبتُمُ السُّفُنا

زيَّنتُ جفني لكم
صفُّوا مراكِبَكُم
لا تشتكونَ بهِ خوفًا ولا حَزَنا

وإن سها الجفنُ عنكم
مسَّهُ وَسَنٌ ..
أودعتُكم للذي لا يعرفُ الوَسنا

يا ريشةَ الحُبِّ
إن الشمسَ محبرتي
جودي ..
فكم في الورى من يرتجونَ سَنا

وليضحكِ الثغرُ منكَ اليومَ يا قلمي
كم ميِّتٍ – ضاحِكًا - للهِ ودَّعَنا !!

وانثُر مِن الحُبِّ
لا حَبٌّ لننثرَهُ
وليحصدِ القمحَ قلبٌ يشتكي الشَّجَنا

ماذا من الحُبِّ يبقى إن رحلتُ غدًا
والحبُّ في دفتري قبلي به اندَفَنا ؟!

من ذا على الأرضِ يمشي بعد آخرتي ؟!
فكلُّ حيٍّ بقبري إن فنيتُ فنى !

أوجعتُكَ اليومَ
يا من جئتَ تسألني
وكيف للنايِ حالَ البُعدِ يُطرِبُنا ؟!

اوصيكَ
علَّكَ من بعدي تكون فكم
أوصيتُ خِلًّا وقبلي الخِلّْ فارَقَنا

 لا تجعلوا كفني ثوبَ الغريبِ كفى
أني لبستُ بعيشي ثوبَ غُربتِنا

لا شيءَ أطهرُ من أمِّي وما لبستْ
فلتجعلوا ثوبَها إن متُّ لي كفنا

#زخات_قلم
حسين العبدالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأسم*


الرسالة*


من نحن

مدونة إلكترونية تسعى لجمع محبيّ الأدب العربي , واللغة العربية,ولملمة أوجاعهم وخوفهم من ضياع إرث أجدادهم . من نثر ,شعر,روايات كتب ومقالات بالإضافة,إلى وضع أهم الروايات والكتب الغربية والمترجمة للغتنا العربية تسليط الضوء على أبرز الشعراء والكّتاب الموجودين على الساحة العربية ..